حـق الأم

حـق الأم
خليفة محمد

أبـوك لـبـى نـداء الأجـل خـــلاك فـى الأرحـام جـنـيـن
عـنـد الـمـخـاض سـاعة مجيك طار المنام من أى عين
يــوم قـالـو لى أمك ولد وفى الفرحة غرقوا الحاضرين
سـرحـت مـع الأحـلام سـمـت قـالـت عشاى يكبر متين
أشوف جديدو أضوق حلوهو الناس يقولوا عديل وزين
يــزرع حـيـاتـى هـنـا وســرور يـمـلاها بالمال والبنين
اتـحـزمـت واتـلــزمـت وســـــألـــت إلـه الـكــون يعين
صـدت جـمـيــع الـمـغـريـات ورفضت إعانة كل معين
صـبـرت عـلـى ظـلـم الحسن وجازيته بى ظلم الحسين

حـلـيـلـك يـا الـضـمـيـرك مـات ودسـت قيمنا واتوطيت
تــــابــع نـفـســـك الأمــــارة حـــــدك فـــــتـو وإتعديت
قــول لـى يــا خـى لــو بــالــجـد عــقـلك فيك وماجنيت
تـسـمـع كـيـف كـلام مـرتـك وترضى أمك تفوت البيت
زهــدت فـى نـعـيــم الـدنـيــا شـان فـاخر الثياب تكسيك
ورفـضـت بـى أدب خـطـابـا شـان ما يـبـقو ليك شريك
بـالـهـنـا والـنـعـيـم الـعـشـتـو حـلــمـك رابـك الـحـد ليك

صـبـحـت جـنـتـا واحـلامـا غـيـرك مـافـى لـيـها طريق
راس الـشـوكـى لـو مــسـاك يـشـعـل فـى قـلـيـبـا حريق
تـطـويـهـا الـهـمـوم والـغـمة لـمـن إنــت تـصـحـي تفيق
لــو فــد يــوم حــردت غــداك يـومـيـن مـا تـفـك الريق
بـالـجـد والـعـزم والـنـخـوة والـصـبـر الـنجـد من ضيق
وربـت بـالـحــلال والله شــاهــديــن الـــعـزول وصديق
نــاس الـحـلـة والـعـرفـوهـا والـجـيــــران فى أى فريق
مـا ذكــروهـا غــيــر حـمـدوهـا بـالـمـصلايـة والإبريق

لـكــن وا ضـــيـــاع تــربـــاتـــا حـقــهــا ذرة ما أوفيت
حـلـــيـلا ووا خـســار بــلالا يــبـقــالـك سـعـيـد وبخيت
كـــايــس لـلــسـعـادة دروبــا دابــك بـى جـــدارة شقيت
فـرشـك تـانـى يـبـقـى جـحــيـم ومـا بـتـقدر عليهو تبيت
غـرقـت فـى الـهـمـوم والآهـة ايـــــدك لـيـهـا مـا مديت

ومـرضـت مـا سـعـيـت فى عـلاجا لا هماك لا اهتميت
مـهـمـا تـصـلـى ولا تـزكـى كـان عـمـرت كــان حجيت
رب الـعــزة كـيـفـــن يــرضـى أمــك لـيـهـا ما ارضيت

كـيـف يـنـتـم لـيـك مـراد وضـاع راس الـعـشـم والخيط
ولـسـه فـى الـغـلـط مـتـمـادى الـسـويـتــو قـايـلــو بسيط
مـفـضــوح تـانى مـا ضـاراك لا لــيـل لا زمـن لا حيط
عــيــن الــنـاس مـحـل تـمـشـى اسـتـنـكــارا بـيـك يحيط
ويـن راح تـلـقـى زى الأم قـلـب وافـى وحـنــانـو وهيط
ومـافـى شـبـيـهـا غـيـر نـخـلـتـنـا لما تشيل تسوى سبيط

جــازت بـالــرطـب رامــيـهــا مـا قـالـتـلـوا انــت قسيت
قـــاومـت أى ريـح جــايـيــــها عشان الطير عليها يبيت
يــا شــارب كــؤوس الــغـفـلـة لوصحاك غناى ووعيت
حـصـل والــدتـك رضــيــهـا طــوق جــيـــدا بالسوميت
والله أحــســن جــنــاك الــوالــدو فـيـك يسوى ما سويت
حـق الأم قـرض .. صـدقـنـى ضـاقـتـو فى جليدا كريت

مهما تلــف ومهما تجـــــــول
مـــا بتلـــــقى قـــلـــب حــــنون
زي قلبها وتلقاهو بيك مهموم
ست الحبايب اجمل ست في الكون